سورة مريم - تفسير تفسير الثعالبي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (مريم)


        


{كهيعص} قال ابن عباس رضي الله عنهما؛ هو اسم من أسماء الله تعالى، وقيل اسم القرآن، وقيل للسورة ويل هو قسم أقسم الله تعالى به. عن ابن عباس قال؛ الكاف من كريم وكبير، والهاء من هاد، والياء من رحيم، والعين من عليم، والصاد من صادق، وقيل معناه كاف لخلقه هاد لعباده يده فوق أيديهم عالم ببريته صادق في وعده.
{ذكر} أي هذا الذي نتلو عليك ذكر {رحمة ربك عبد ه زكريا} قيل معناه ذكر ربك عبد ه زكريا برحمته {إذ نادى} اي دعا {ربه} في المحراب {نداء خفياً} أي دعاء سراً من قيامه في جوف الليل، وقيل راعى سنة الله في إخفاء دعائه لأن الجهر والإسرار عند الله تعالى سيان، ولكن الإخفاء أولى، وقيل خفت صوته لضعفه سقوط الأضراس {واشتعل الرأس} أي ابيض الشعر {شيباً} أي شمطاً {ولم أكن بدعائك رب شقياً} أي عودتني الإجابة فما مضى ولم تخيبني، وقيل معناه لما دعوتني إلى الإيمان آمنت ولم اشق بترك الإيمان {وإني خفت الموالي من ورائي} أي من بعد موتي والموالي هم بنو العم وقيل العصبة وقيل الكلالة وقيل جميع الورثة {وكانت امرأتي عاقراً} أي لا تلد {فهب لي من لدنك ولياً} أي أعطني من عندك ولداً مرضياً {يرثني ويرث من آل يعقوب} أي ولياً ذا رشاد، وقيل أراد به يرث مالي ويرث من آل يعقوب النبوة والعلم، وقيل أراد به الحبورة، لأن زكريا كان رأس الأحبار، والأولى أن يحمل على ميراث غير المال لأن الأنبياء لم يرثوا المال وإنما يورثون العلم، ويبعد عن زكريا وهو نبي من الأنبياء أن يشفق على ماله أن يرثه بنو عمه، وإنما خاف أن يضيع بنو عمه دين الله ويغيروا أحكامه، وذلك لما أن شاهد من بني إسرائيل تبديل الدين وقتل الأنبياء. فسأل ربه ولداً صالحاً يأمنه على أمته ويرث نبوته وعلمه لئلا يضيع وهذا قول ابن عباس {واجعله رب رضياً} أي براً تقياً مرضياً.
قوله تعالى: {يا زكريا} المعنى استجاب الله له دعائه فقال يا زكريا {إنا نبشرك بغلام} أي بولد ذكر {اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سمياً} أي لم يسم أحد قبله يحيى وقيل معناه لم نجعل له شبهاً مثلاً، وذلك لأنه لم يعص الله ولم يهم بمعصية قط وقال ابن عباس: لم تلد العواقر مثله ولداً، قيل لم يرد الله تعالى بذلك اجتماع الفضائل كلها ليحيى، وإنما أراد بعضها لأن الخليل والكليم كانا قبله وهما أفضل منه {قال رب أنى يكون لي} أي من أين يكون لي {غلام وكانت امرأتي عاقراً} أي وامرأتي عاقر {وقد بلغت من الكبر عتياً} أي يأساً يريد بذلك نحول الجسم ودقة العظام ونحول الجلد {قال كذلك قال ربك هو علي هين} أي يسير {وقد خلقتك من قبل} أي من قبل يحيى {ولم تك شيئاً وقال رب اجعل لي آية} أي دلالة على حمل امرأتي {قال آيتك} أي علامتك {أن لا تكلم الناس ثلاث ليال سوياً} أي صحيحاً سليماً من غير بأس ولا خرس، وقيل ثلاث ليال متتابعات والأول أصح قيل إنه لم يقدر فيها أن يتكلم مع الناس فإذا أراد ذكر الله انطلق لسانه.


قوله عز وجل: {فخرج على قومه من المحراب} أي من الموضع الذي كان يصلي فيه وكان الناس من وراء المحراب ينتظرونه حتى يفتح لهم الباب فيدخلون ويصلون، إذ خرج إليهم زكريا متغيراً لونه فأنكروا ذلك عليه، وقالوا له ما لك {فأوحى} أي فأوما وأشار {إليهم} وقيل كتب لهم في الأرض {أن سبحوا} أي صلوا لله {بكرة وعشيا} المعنى أنه كان يخرج على قومه بكرة وعشياً فيأمرهم بالصلاة، فلما كان وقت حمل امرأته ومنع من الكلام خرج إليهم فأمرهم بالصلاة إشارة. قوله عز وجل: {يا يحيى} فيه إضمار ومعناه وهبنا له يحيى وقلنا له يا يحيى {خذ الكتاب} أي التوراة {بقوة} أي بجد واجتهاد {وآتيناه الحكم} قال ابن عباس: يعني النبوة {صبياً} وهو ابن ثلاث سنين وذلك أن الله تعالى حكم عقله وأوحى إليه، فإن قلت كيف يصح حصول العقل والفطنة والنبوة حال الصبا. قلت لأن أصل النبوة مبني على خرق العادات، إذا ثبت هذا فلا تمنع صيرورة الصبي نبياً، وقيل أراد بالحكم فهم الكتاب فقرأ التوراة وهو صغير وعن بعض السلف قال من قرأ القرآن قبل أن يبلغ فهو من أوتي الحكم صبياً {وحناناً من لدناً} أي رحمة من عندنا قال الحطيئة يخاطب عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه:
تحنن علي هداك المليك *** فإن لكل مقام مقالا
أي ترحم علي {وزكاة} قال ابن عباس: يعني بالزكاة الطاعة والإخلاص، وقيل هي العمل الصالح، ومعنى الآية وآتيناه رحمة من عندنا وتحننا على العباد ليدعوهم إلى طاعة ربهم وعملاً صالحاً في أخلاصه {وكان تقياً} أي مسلماً مخلصاً مطيعاً، وكان من تقواه إنه لم يعمل خطيئة ولم يهم بها قط {وبراً بوالديه} أي باراً لطيفاً بهما محسناً إليهما لأنه لا عبادة بعد تعظيم الله تعالى أعظم من بر الوالدين يدل عليه قوله تعالى: {وقضى ربك أن لا تعبد وا إلا إياه وبالوالدين إحساناً} الآية: {ولم يكن جباراً} الجبار المتكبر وقيل الذي يقتل ويضرب على الغضب، وقيل الجبار الذي لا يرى لأحد على نفسه حقاً وهو التعظيم بنفسه يرى أن لا يلزمه قضاء لأحد {عصياً} قيل هو أبلغ من المعاصي والمراد وصف يحيى بالتواضع ولين الجانب وهو من صفات المؤمنين {وسلام عليه يوم ولد ويوم يوم يموت ويوم يبعث حياً} معناه وأمان له من الله يوم ولد من أن يناله الشيطان كما ينال سائر بني آدم وأمان له يوم يموت من عذاب القبر ويوم يبعث حياً من عذاب يوم القيامة، وقيل أوحش ما يكون الخلق في ثلاث مواطن يوم يولد لأنه يرى نفسه خارجاً من مكان قد كان فيه، ويوم يموت لأنه يرى قوماً ما شاهدهم قط، ويوم يبعث لأنه يرى مشهداً عظيماً فأكرم الله تعالى يحيى في هذه المواطن كلها فخصه بالسلامة فيها.
قوله عز وجل: {واذكر في الكتاب} أي في القرآن {مريم إذا انتبذت} أي تنحت واعتزلت {من أهلها} أي من قومها {مكاناً شرقياً} أي مكاناً في الدار ما يلي المشرق، وكان ذلك اليوم شاتياً شديد البرد فجلست في مشرقه تفلي رأسها وقيل إن مريم كانت قد طهرت من الحيض فذهبت تغتسل، قيل ولهذا المعنى اتخذت النصارة المشرق قبلة {فاتخذت} أي فضربت {من دونهم حجاباً} قال ابن عباس أي ستراً وقيل جلست وراء جدار، وقيل إن مريم كانت تكون في المسجد فإذا حاضت تحولت إلى بيت خالتها، حتى إذا طهرت عادت إلى المسجد، فبينما هي تغتسل من الحيض قد تجردت، إذ عرض لها جبريل في صورة شاب أمرد وضيء الوجه سوي الخلق فذلك.
قوله تعالى: {فأرسلنا إليها روحنا} يعني جبريل {فتمثل لها بشراً سوياً} أي سوي الخلق لم ينقص من الصورة الآدمية شيئاً، وإنما مثل لها في صورة الإنسان لتستأنس بكلامه ولا تنفر عنه، ولو بدا لها في صورة الملائكة لنفرت عنه ولم تقدر على استماع كلامه، وقيل المراد من الروح روح عيسى جاءت في صورة بشر فحملت به والقول الأول أصح، فلما رأت مريم جبريل عليه السلام يقصد نحوها بادرته من بعيد {قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً} أي مؤمناً مطيعاً لله تعالى، دل تعوذها من تلك الصورة الحسنة على عفتها وروعها. فإن قلت إنما يستعاذ من الفاجر فكيف قالت إن كنت تقياً. قلت هذا كقول القائل إن كنت مؤمناً فلا تظلمني أي ينبغي أن يكون إيمانك مانعاً من الظلم، كذلك ها هنا معناه ينبغي أن تكون تقواك مانعة لك من الفجور {قال} لها جبريل عليه السلام {إنما أنا رسول ربك لأهب} أسند الفعل إليه وإن كانت الهبة من الله تعالى لأنه أرسل به {لك غلاماً زكياً} قال ابن عباس ولداً صالحاً طاهراً من الذنوب {قالت} مريم {أنى يكون لي} أي من أين يكون لي {غلام ولم يمسسني بشر} أي ولم يقربني زوج {ولم أك بغياً} أي فاجرة تريد أن الولد إنما يكون من نكاح أو سفاح ولم يكن ها هنا واحد منهما {قال} جبريل {كذلك قال ربك} أي هكذا قال ربك {هو علي هين} أي خلق ولدك بلا أب {ولنجعله آية للناس} أي علامة لهم ودلالة على قدرتنا {ورحمة منا} أي ونعمة لمن تبعه على دينه إلى بعثه محمد صلى الله عليه وسلم {وكان أمراً مقضياً} أي محكوماً مفروغاً من لا يرد ولا يبدل. قوله عز وجل: {فحملته} قيل إن جبريل رفع درعها فنفخ في جيبه فحملت حين لبست الدرع، وقيل مد جيب درعها بأصبعه ثم نفخ في الجيب، وقيل نفخ في كمها وقيل في ذيلها، وقيل في فيها، وقيل نفخ من بعيد فوصل النفخ إليها فحملت بعيسى عليه السلام في الحال {فانتبذت به} أي فلما حملته تنحت بالحمل وانفردت {مكاناً قصياً} أي بعيداً من أهلها.
قال ابن عباس: أقصى الوادي، وهو بيت لحم فراراً من أهلها وقومها أن يعيروها بولادتها من غير زوج. قال ابن عباس: كان الحمل الولادة في ساعة واحدة وقيل حملته في ساعة وصور في ساعة ووضعته في ساعة حين زالت الشمس من يومها، وقيل كانت مدته تسعة أشهر كحمل سائر الحوامل من النساء، وقيل كانت مدة حملها ثمانية أشهر، وذلك آية أخرى له لأنه لا يعيش من ولد لثمانية أشهر وولد عيسى لهذه المدة وعاش، وقيل ولد لستة أشهر وهي بنت عشر سنين وقيل ثلاث عشرة سنة وقيل ستة عشر سنة وقد كانت حاضت حيضتين قبل أن تحمل بعيسى، وقال وهب: إن مريم لما حملت بعيسى كان معها ابن عم لها يقال له يوسف النجار، وكانا منطلقين إلى المسجد الذي يمنة جبل صهيون، وكانا يخدمان ذلك المسجد ولا يعلم من أهل زمانها أحد أشد عبادة واجتهاداً منها وأول من علم بحمل مريم يوسف، فبقي متحيراً في أمرها كلما أراد أن يتهمها ذكر عباتها وصلاحها وأنها لم تغب عنه، وإذا أراد أن يبرئها رأى ما ظهر منها من الحمل فأول ما تكلم به أن قال إنه وقع في نفسي من أمرك شيء وقد حرصت على كتمانه فغلبني ذلك فرأيت أن أتكلم به أشفي صدري، فقالت: قل قولاً جميلاً، قال أخبريني يا مريم هل ينبت زرع بغير بذر وهل ينبت شجر بغير غيث وهل يكون ولد من غير ذكر؟ قالت نعم ألم تعلم أن الله أنبت الزرع يوم خلقه من غير بذر ألم تر أن الله أنبت الشجر بالقدرة من غير غيث أو تقول إن الله تعالى لا يقدر على أن ينبت الشجر حتى استعان بالماء ولولا ذلك لم يقدر على إنباتها قال يوسف: لا أقول هذا ولكن أقول إن الله تعالى يقدر على كل شيء يقول له كن فيكون، قالت له مريم: ألم تعلم أن الله خلق آدم وامرأته من غير ذكر ولا أنثى. فعند ذلك زال ما عنده من التهمة وكان ينوب عنها في خدمة المسجد لاستيلاء الضعف عليها بسبب الحمل. فلما دنت ولادتها أوحى الله إليها أن اخرجي من أرض قومك فذلك قوله تعالى: {فانتبذت به مكاناً قصياً}.


قوله عز وجل: {فأجاءها المخاض} أي ألجأها وجاء بها والمخاض وجع الولادة {إلى جذع النخلة} وكانت نخلة يبست في الصحراء في شدة البرد ولم يكن لها سعف، وقيل التجأت إليها تستند إليها وتستمسك بها من شدة الطلق، ووجع الولادة {قالت يا ليتني مت قبل هذا} تمنت الموت استحياء من الناس وخوفاً من الفضيحة {وكنت نسياً منسياَ} يعني شيئاً حقيراً متروكاً لم يذكر، ولم يعرف لحقارته وقيل جيفة ملقاة، وقيل معناه أنها تمنت أنها لم تخلق {فناداها من تحتها} قيل إن مريم كانت على أكمة وجبريل وراء الأكمة تحتها، وقيل ناداها من سفح الجبل وقيل هو عيسى وذلك أنه لما خرج من بطن أمه ناداها {أن لا تحزني قد جعل ربك تحتك سرياً} أي نهراً.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: ضرب جبريل عليه السلام، وقيل عيسى عليه السلام برجله في الأرض فظهرت عين ماء عذبة، وجرت وقيل كان هناك نهر يابس فجرى فيه الماء بقدرة الله سبحانه وتعالى وجنت النخلة اليابسة، فأورقت وأثمرت وأرطبت وقيل معنى تحتك تحت أمرك إن أمرته أن يجري جرى، وإن أمرته بالإمساك أمسك وقيل معنى سرياً أي عيسى وكان عبد اً سرياً رفيعاً {وهزي إليك} أي حركي إليك {بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً} قيل الجنى الذي بلغ الغاية جاء أوان اجتنائه. قال الربيع بن خيثم: ما للنفساء خير من الرطب ولا للمريض خير من العسل {فكلي واشربي} أي مريم كلي من الرطب واشربي من النهر {وقري عيناً} أي طيبي نفساً، وقيل قري عيناً بولدك عيسى، يقال أقر الله عينك أي صادف فؤادك ما يرضيك فتقر عينيك عن النظر إلى غيره {فإما ترين من البشر أحداً} معناه يسألك عن ولدك {فقولي إني نذرت للرحمن صوماً} أي صمتاً، قيل كان في بني إسرائيل من أراد أن يجتهد صام عن الكلام كما يصوم عن الطعام فلا يتكلم حتى يمسي، وقيل إن الله أمرها أن تقول هذا إشارة وقيل أمرها أن تقول هذا القول نطقاً ثم تمسك عن الكلام بعده وإنما منعت من الكلام لأمرين أحدهما: أن يكون عيسى عليه السلام هو المتكلم عنها ليكون أقوى لحجتها في أزالة التهمة عنها وفيه دلالة على أن تفويض الكلام إلى الأفضل أولى. والثاني: كراهة مجادلة السفهاء وفيه السكوت عن السفيه واجب {فلن أكلم اليوم إنسياً} يقال إنها كانت تكلم الملائكة ولا تكلم الإنس.
قوله تعالى: {فأتت به قومها تحمله} قيل إنها لما ولدت عيسى عليه السلام حملته في الحال إلى قومها وقيل إن يوسف النجار احتمل مريم وابنها عيسى إلى غار فمكث فيه أربعين يوماً حتى طهرت من نفاسها، ثم حملته إلى قومها فكلمها عيسى في الطريق فقال: يا أماه أبشري فإني عبد الله ومسيحه، فلما دخلت على أهلها ومعها الصبي بكوا وحزنوا وكانوا أهل بيت صالحين {قالوا يا مريم لقد جئت شيئاً فرياً} أي عظيماً منكراً وقيل معناه جئت بأمر عجيب وبديع {يا أخت هارون} أي شبيهة هارون قيل كان رجلاً صالحاً في بني إسرائيل شبهت به في عفتها وصلاحها وليس المراد الأخوة في النسب، قيل إنه تبع جنازته يوم مات أربعون ألف من بني إسرائيل كلهم يسمى هارون سوى سائر الناس.
(م) عن المغيرة بن شعبة قال: لما قدمت خراسان سألوني فقالوا: إنكم تقرؤون يا أخت هارون وموسى قبل عيسى بكذا وكذا فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سألته عن ذلك فقال: «إنهم كانوا يسمون بأسماء أنبيائهم والصالحين قبلهم».
وقيل كان هارون أخا مريم لأبيها، وقيل كان من أمثل رجل في بني إسرائيل وقيل إنما عنوا هارون أخا موسى لأنها كانت من نسله كما يقال للتميمي يا أخا تميم، وقيل كان هارون في بني إسرائيل فاسقاً أعظم الفسق فشبهوها به {ما كان أبوك} يعني عمران {امرأ سوء} قال ابن عباس: زانياً {وما كانت أمك} يعني حنة {بغياً} أي زانية فمن أين لك هذا الولد.

1 | 2 | 3 | 4